الكاتب والأديب طارق حنفي يكتب خاطرة جديدة يجيب فيها عن سؤال: ما المراد ب (اعلم أنه إله إلا الله) و (استغفر لذنبك) في الآية الكريمة؟!/العربية نيوز

 (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُم) 

قيل في تفسير الآية الكريمة: وفيه - وإن كان الرسول عالما بالله - ثلاثة أوجه: يعني اعلم أن الله أعلمك أن لا إله إلا الله.  الثاني: ما علمته استدلالا فاعلمه خبرا يقينا. الثالث: يعني فاذكر أن لا إله إلا الله؛ فعبر عن الذكر بالعلم لحدوثه عنه. وعن سفيان بن عيينة أنه سئل عن فضل العلم فقال: ألم تسمع قوله حين بدأ به فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك فأمر بالعمل بعد العلم. 

وأن قوله تعالى: واستغفر لذنبك يحتمل وجهين: أحدهما: يعني استغفر الله أن يقع منك ذنب.  الثاني: استغفر الله ليعصمك من الذنوب. وقيل: لما ذكر له حال الكافرين والمؤمنين أمره بالثبات على الإيمان، أي: اثبت على ما أنت عليه من التوحيد والإخلاص والحذر عما تحتاج معه إلى استغفار. وقيل: الخطاب له والمراد به الأمة. 

- وقال الشعراوي -رحمه الله- ما معناه: أن المقام هنا ليس مقام لوم من الله لسيدنا محمد، لكنه حث منه سبحانه لرسوله على كثرة التسبيح والاستغفار، لكي يأخذه المسلمون. 

والله أعلم نقول:

إن (اعلم) هنا هي بمثابة الإذن من الله لرسوله بأمرين: أولهما: إذن بكمال معرفة علم التوحيد من الله لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وثانيهما: إذن من الله سبحانه لرسوله أن يعلمه للمسلمين حتى يكتمل إيمانهم بوحدانية الله. والاستغفار هنا (للمؤمنين) الذين عرفوا وتعلموا معنى (لا إله إلا الله) ولم يعطوعها حقها، لأنه لا يوجد من يستطيع أن ينزع من قلبه كل تعلق بغير الله في كل أوقاته، ولا من يستطيع أن ينقي أعماله من الشوائب بحيث تكون نقية خالصة تماما لوجه الله. لأنه ببساطة لا حدود لذلك الإخلاص ولا للنقاء والصفاء، فكان لزاما على كل من يؤمن بأنه لا إله إلا الله أن يستغفره سبحانه في كل أوقاته وأفعاله على عدم تمام أفعاله التي تناسب علمه بلا إله إلا الله. واستغفار الله من هذه الجهة يكون من كمال الإيمان بوحدانيته سبحانه ودليل عليه.

وصل اللهم وسلم وبارك على من كان يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة، من علمنا أن نقول (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه)، محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

بقلم / طارق حنفي