الكاتبة والدكتورة المصرية عفاف غانم تكتب الجزء الرابع من الحصاد المر / العربية نيوز
تأليف/عفاف غانم
-ورغم نجاح كمال؛فقد كان يحمل هم كيف يقنع والديه بالتقدم لخطبة نجوي وهو صفراليدين،وأهله مستورين كأغلبية المصريين لكنهم لايملكون إلا مايكفي بالكاد الضروريات،والخطبة مقدمة للزواج الذي يحتاج لشبكة ومهر وشقة وتجهيزات ومصاريف ،ومع انخفاض قيمة الجنيه صارت تحيب بمئات الآلاف...
-كمال يحب نجوي فعلا،ويخشي إن تقاعس في التقدم لخطبتها أن توافق علي واحد ممن يتقدمون لها،وهويدرك أنهم كثيرون لأن نجوي جميلة فعلا،ولن يتوقف العرسان عن طرق بابها طالما لم ترتبط بعد...
يقنع كمال أهله بأنهم سيقرؤن الفاتحة مع أهل نجوي،ولن يكلفهم ذلك أية مصاريف،فهو يعمل مع أصحابه منذ أن بدات الأجازة ويدخر بعض المال سيشتري منه بعض الحلوي التي تقدم في مثل هذه المناسبات ،وسيواصل العمل حتي يجد عملا ثابت وبأجر مناسب؛يتردد والده في الموافق فيري أن ذلك تسرع ولن يستطيع أن يكمل الزواج وهوصفر اليدين،وترق الام لابنها ،وتصر علي ألاتكسر قلبه؛فتوافق وتقنع والده بأن ذلك حافز لكمال أن يجد ويجتهد،وإذا لم ينتظروا حتي يعد كل شئ ،فهم الخاسرون لأن كمال شاب وسيم وجامعي ،ولايعيبه شئ وتتمناه فتيات كثيرات.....
-فرحت نجوي كثيرا عندما بشرها كمال بموافقة أهله عل التقدم لها،وأنه سيأتي ليبارك لها علي النجاح،ويحدد مع والدها موعد ا لقراءة الفاتحة...
-نجوي تحب كمال لكن لأنها مدللة جدا تحب نفسها أكثر،وتريد أن تحصل علي كل شئ بسهولة...
-يسرع كمال بعد انتهاء عمله إلي بيت نجوي،ويتصل بها ،فتفرح جدا،تستقبله علي الباب بشوق ولهفة،فيحتضنها لاول مرة ويقبل جبينها،ولولا صوت أمها بالداخل لتطور الأمر....
-تفرح الأم والأب لموافقة نجوي علي كمال،فقد رفضت كثيرا من الخطاب ،وكان واضحا أن نجوي متعلقة بكمال،ولايعنيها أنه غير جاهز ماديا أهم شئ عندها أنها تحبه،وتري في قربه أقصي سعادة لها...
-يقرأ أهل كمال وأهل نجوي الفاتحة ،ويغسل والد كمال يديه من أي التزام فيقول لهم:لقد ربينا كمال،وعلمناه حتي تخرج في الجامعة،وكناندخر من قوتنا الضروري ليكمل تعليمه والحمدلله لم يخذلنا ونجح،وحقق أملنا ،وعليه أن يعمل ويجتهد هووعروسه ،ويجهزا انفسهما دون استعجال،وسيجدا في ذلك متعة كبيرة....
لم يعجب هذا الكلام أهل نجوي لكنهم لم يرفضوا خطبة كمال،ووجدوا أن مشكلة تجهيزات الزواج يمكن أن يتم تدبيرها بصورة أوبأخري...
-كمال كان يدرك عمق المشكلة،ولم يتعجل أي خطوة من خطوات الزواج،ونجوي ايضا لم تكن مستعجلة علي اتمام الزواج فهي قدضمنت أن كمال لها،ويسعدها مناجاته في التليفون،وبعض الهمسات واللمسات التي يختلسانها إذا التقيا في الشارع لشراء بعض الأشياء أوفي بيتها وحت رقابة أمها التي كانت تصر علي أن يتم الزواج في اقرب وقت وأن التأجيل لافائدة منه،وانها ستحل كل المشكلات التي تحول دون أن يتم الزواج خلال عدة أشهر لأنها لوانتظرت أن يأتي كمال بالجهاز حتي بالتقسيط ستنتظر سنوات وسنوات...
-أول مشكلة تم حلها مشكلة السكن،فقدقررت الام أن تقيم نجوي بيتها الذي ورثته عن ابيها ،وتؤجر الدور الاول كدكاكين،وتقيم في الدور الثاني ،وشقة الدور الثالث تضع فيها الأشياء القديمة ،والخزين وتقنع نجوي بذلك فقدكانت ترفض في بداية الامر ،وتريد شقة في عمارة حديثة...
-لم يعترض كمال فالعين بصيرة واليد قصيرة ،والإيجار الجديد أرقامه فلكية ،والايجار القديم يحتاج مقدما الوفا مؤلفة لايتوفر لديه منها أي الف...
-ولكي يساهم كمال بمايستطيع أحضر أصدقائه ،وقاموا بتنظيف الشقة ،وتحديث كل قديم فيها،وإعادة طلائها طلاء حديثا يناسب من يتزوجون حديثا،وقف اصدقاؤه وقفة نبيلة معه ،فلم يساهموا بالجهد فقط بل اشتروا أدوات السباكة ،والأبواب والشبابيك،ومواد الطلاء،ولم يمض شهرحتي كانت الشقة عروسا تنتظر عروسين....
إلي اللقاء في الجزء الخامس(الحصاد المر)
التعليقات على الموضوع