الكاتب والأديب صلاح البسيوني يكتب أبداً ما حقدت عليكي
أبـداً مـا حقـدت عليـكي
تأليف / صلاح البسيوني
* أريد الطلاق..طلقنى .. هل يقبل رجل ذو نخوة أن يحبس فى بيته إمرأة لا تريده زوجاً .
صرخت الست أم نبيلة بتلك الكلمات فى وجه زوجها وهو واقف أمامها تحمل نظراته غضب مكتوم .. وعينيه تنتقل فى توتر ظاهر بينها وبين أبنائه ودموعهم الصامتة .
** ما أمسكتك فى تعنت أو رغبة فى العناد أو الإنتقام .. بل إمتنعت عن الطلاق خوفاً عليكى فى هذا العمر .. خوفاً عليكى من نفسك .. فأنت أم أولادى .. وإنخفض صوت أبو نبيلة وقد تحشرج من اللوعة التى فى صدره .
* يأخى أنا لا أطيقك .. لا أريدك .. أكره أن أراك أو ألقاك أو أسمع صوتك .
كان صراخ زوجته الذى طال مداه شهور طوال دون جدوى يكاد أن يصم الآذان .. وكأنها فى صراخها تريد أن تمزق كل الخيوط التى تربطها بالواقف أمامها .
** أفيقي .. أدركي الى أين تتجهين .. ستصبحين وحيده فى وسط الطريق .. كيف ستكون حياتك أنت والأولاد إذا إستمر عنادك هذا .. لكى ما تريدين من فراق بين الأزواج .. وظلي فى مكانك بين الأولاد وخلف حوائط بيتك تحتمين بها من برودة خريف العمر وغدر زمن قادم .. ولكى منى تلبية كل إحتياجاتك أنت والأولاد .. فأنا راحل فإستريحى فى مكانك .. فى بيتك .
* لا أريد منك شئ .. لا أريد زكاتك .. الجوع عندي أجمل من لقمة منك مغموسة فى الشفقة .. لا أريد شىء منك سوى الطلاق .
** ليست شفقة ولا زكاة .. ولكنها أمانة أوصانا الله بها وسيحاسبني عليها .. ما بيننا من عمر طويل إنطوت صفحاته بحلوها ومرها .. ما بيننا من أبناء إرتفعت فروعهم وطالت عيدانهم .. ما بيننا من ماضي ذبحناه وحاضر فقدنا فيه الأمان .. ومستقبل أجهضناه قبل أن يولد لتدوسه الأقدام الغاضبة .. لقد فقدت الزوجة .. ولم تعد فى حياتى .. ولم يتبقى سوى أم أبنائى .. عيشى معهم ولكي ما تريدين .
**** أنت طالق بالثلاثة .. ومع ذلك أبداً ما حقدت عليكي .
التعليقات على الموضوع