رواية الملحد للكاتب السوري عبدالباقي يوسف اصدار اسكرايب للنشر والتوزيع / العربية نيوز
اعتدنا أن تناقش ثنائيات الحب، في مجتمعاتنا العربية، صراعات تتصل بالحب، وربما النزعة القبلية، أما روايتنا اليوم تناقش عبر بطلها "دلشاد" وزوجته "سهاد" قضية من قضايا عدة عنت على مجتمعاتنا العربية، ألا وهي الإلحاد.
يناقش الكاتب السوري/ عبد الباقي يوسف، عبر جديده "الملحد" إلحاد الزوج "دلشاد" وصمود زوجته "سهاد" في محاولة لرد زوجها، عن بئر الإلحاد السحيق، حتى يصلا معًا إلى حقيقة جوهرها "أن قيود الإيمان أفضل من تحرر الإلحاد"، في مزيج بين الرومانسية، ومقارنة الأديان، ونقد للواقع الاجتماعي والسياسي المعاصر، في مجتمع انقسم أفراده بين قاتل ومقتول.
ومثلها كسابقتها من الروايات للكاتب، يتابع إثباته لدور الزوجة في شدة زوجها، وأن الحب يحقق المستحيل.
رواية "الملحد" تصدر قريبا عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع - مصر، وتعد التعاون الخامس للدار مع الكاتب عبد الباقي يوسف، بعد روايات أربعة: "سورين، سيامند وخجي، بلاد ليست كالبلاد، أمريكا كاكا"، كما تصدر قريبا النسخة الإنجليزية من رواية "أمريكا كاكا" reverberation of America، ضمن سلسلة ترجمات اسكرايب للنشر والتوزيع.
اقتباس من الرواية:
أحسَّ بنخزاتٍ في جسدِهِ، فغدا يتمتِمُ: يبدُو لي بأنَّني لم أستحمْ منذ شهرٍ، وقد استحممتُ ليلَ البارحةِ. بدتْ حتّى ثيابهُ الخفيفَة التي يرتديها ثقيلةً عليهِ، وهو يشعرُ بأنَّ ثمّةَ ما يتلبّسُهُ، يُضيّقُ عليهِ، ويسدُّ كلَّ مسامةٍ من مساماتِ جسدهِ. عندئذٍ نهضَ على الفورِ مُتّجهاً إلى خزانةِ الثّيابِ، وعندما لمحتْهُ، خرجتْ من المطبخِ قائلةً: هلْ يلزمُك شيءٌ يا دلشاد؟ قال وهو يتّجهُ إلى خزانةِ الثّياب: أريدُ تبديلَ ثيابي الدَّاخلية.
عادَتْ إلى المَطبخِ وصارتْ تشردُ: لعلّهُ أحسّ للتوّ أنَّهُ بقِي حتَّى الآن على جنابةٍ، ويريدُ أن يرفعَهَا عن نفسِهِ. ولبثتْ عينَاها تَرقبانِهِ حتَّى خرجَ دونَ أنْ يحمِلَ الثّيابَ الدَّاخليةَ بيدهِ ليدخلَ الحمّام، بل اتّجهَ إلى غرفةِ الطفلَين، وبعدَ قليلٍ أتى بهِما، وعادَ إلى موضعِهِ في الجلوسِ، وهو يُمازحُهُما.
أعدَّتْ كأساً من الحليبِ المُجفّف، وبعد قليلٍ خرجتْ تقدّمُ لهُ الحليبَ، ولكلّ طفلٍ قطعةَ بسكوتٍ. وبعودَتِها إلى المطبخِ، مالتْ قليلاً صوبَ خزانةِ الثّيابِ، فلفتَتْ ثيابُهُ الدَّاخليَّةُ نظرَها بجانبِ الخزانةِ، عندَها تأكَّدَتْ بأنهُ بدّل ثيابَهُ الدَّاخلية فقط دونَ أن يستحمَّ، وراحتْ مُستاءةً تحملُها وتضمّها إلى الثّيابِ التي تحتاجُ إلى غسيلٍ.
التعليقات على الموضوع