الكاتبة د/ داليا السبع تكتب قصة بعنوان نقطة من أول السطر /العربية نيوز
ما معنى أن تتوسط الموت وتجلس دون حراك تعبث بك الهواجس دون هوادة تعتصرك الظنون تشير لذاتك الخائفة أصابع الاتهام لما فعلت هذا ؟!
سؤال خلف سؤال ، يتصبب عرقا ،وتختنق ملامحه حزنا ام حسرة!! نظرة عينيه الزائغة من نافذة زجاجها مكسور، صوت النوارس هنا يملأ المكان استشعره غرابيب تنعق في فضاءت حزني، احساس هجوم البرد كضار يكشر عن أنياب الصقيع في واحدة من ليال الشتاء الباردة ماذا حدث ؟!...من أين يبدأ الحرف الحائر في السرد من أين يخط قلمي المتألم بحبره المختنق قص حكايتي مثقل حد الوهن هيا فلنوقد لهذه الليلة المدفأة ، أكاد لا أشعر بأطراف أناملي سأحضر إبريق الماء أشعر بجفاف في حلقي ما كل هذاالتوتر والخوف سأعزم أمري أين الأوراق
والمحبرة والقلم... كل شئ موجود ...هناگ على الطاولة ...احدث نفسي بصوت مسموع وكأن نفسي تسخر من حالي المجنون وفوضى الفكر المشتت وبعثرة الافكار ولكن إن لم يكن الأن فمتى سأكتب ما حدث من سيحاسبني على فعلتي من ؟!
اصب الماء في كوب بيد مرتعشة أشرب الماء فيتساقط على المنضدة أسارع لأزيل قطرات الماء المتساقطة على الأوراق نعم... نعم... كل شئ بخير أشعل المذياع في حركة لا إرادية ابحث من ماذا وسط موجات المذياع يا ترى آآه نعم صوت "فيروز" تخترقه موجة اخرى غير واضح صوتها ... أبحث عن شئ اخر فقد اصبت بالضجر ما هذه الموسيقى ؟!صاخبة بعض الشئ لا بأس بها ، جنون عالمنا الكبير!! ها ها نعم ...قد تفرقنا الإتجاهات والتوجهات القرارات وتجمعنا الفنون موسيقى الصخب المجنون هكذا سأطلق عليها، وانقطعت الكهرباء لم يكن في الحسبان ..ماذا الأن لحظات أم دقائق أم ساعات في الصمت المجنون أيضا فكل ما حولنا غارق في الجنون لما هذه النظرة المتشائمة إبحث عن عود الثقاب وتلك الشمعة الوحيدة الباقية في مكانها عند النافذة وكأنها تنتظر من يشعلها ويعيد لها الحياة تنتظر دفقة الحب ومضة العشق لتعود بين الأحياء من جديد احاول عبثا إشعالها وكأنها اصيبت بالجفاف احبت كونها شئ... مجرد شئ يحيى على أمل.... شاحب ...يبدو وكأن لا فائدة منكِ.... لا ارى جيدا ماذا كنت فاعلا لولا ضوء القمر الذي أصبح كل أمل لي كي لا اقبع في الظلام ماذا عن المدفأة أكاد لا أشعر بجسدي وگأن الثلوج، تغطيني.. نعم هاقد بدأنا من جديد ما أجمل شكل النار المشتعلة وسط الحطب آآه شعور الدفء كدفقة الحياة الفارقة عند فوهة الموت ...تجعل كل شئ ينتفض من جديد يلمع من جديد هل يجعلك إنسان جديد ؟! لا هيهات أن يحدث أتريد أن تتنصل من فعلتك وتولد مع ميلاد الأشياء في العام الجديد في عالم الخيال محال أن تكتب لك النجاة امسگ القلم والورقة وأنا جالس على مقربة من النار أشعر بانها تراني تتراقص على وقع نغمها الخاص كم تحملين من تناقص كيف لا نستطيع ان نحيى بدونك تشبهين المرأة !! نعم تشبهينها الدفء الذي ينبعث من كل حركة تأتي بها في همسها كلامها صوتها ... في كل شئ في غوايتها !! هى من فعلت نظراتها هذا نظراتها التي اخترقتني عند الميناء خطواتها كل يوم على الرصيف تبدو ثابتة هادئة ولكنها كانت تجتاحني تخترق صمتي وسكوني وقدرتي على التركيز كانت تمر لتأتي بالجريدة وتشرب في ذلك المقهى قهوتها كل يوم صامتة وكل ما بها يتحدث يصرخ أنثى من طراز فريد هكذا رأيتها
وكأنني لم أرى إمرأة قط بحياتي ... لكنها يوما لم تلحظ وجودي وكأنني لم أكن موجودا
تهاجمني نفسي ساخطة كفاگ عبثا بالكلمات لا لم تكن تلك الحقيقة ؟! لم لا تخط ما حدث منذ مئة عام من نزع الشجر وحصد الزرع الوليد بعد ، من قتل الروح النابتة برحم الأيام وبعثر الأمان منازل انقاد وعالم تحت التراب موءود ام مقتول أم قدر بقضاء وخطوات الدمار ، ماذا الأن هل ستصمت وتنسج من خيالگ المريض دفء الحياة الزائف هنا ؟! إلى متى سيظل قلمك جبان وتريد أن تواجه النيران والاعاصير والثلوج بقلمك الرصاص أجبني ؟! ينتفض يصرخ في نفسه الأئمة لا لن أصمت ولن ترى قلمي يوما جبان سأكتب صرختي وأدون أحداث روايتي ..فقط
لا تغضب وكن خير رفيق بدرب وعر هلا عاهدتني أين انت ؟! لمَ لمْ تعد هنا أصرخ ولا مجيب الأن أنا وحيد تقفز الدمعة من عيني دون أن أشعر
لا لا سأمزق الأوراق الزائفة سأكتب ..... لأعود من جديد
نقطة من أول السطر ....
بقلم / د. داليا السبع
التعليقات على الموضوع