الكاتبة والدكتورة المصرية عفاف غانم تكتب الجزء الاول من قصة الحصاد المر
تبكي نجوي،ويعلو نحيبها،تواصل البكاء حتي لايصيبها الجنون الذي صار قريبا منها جدا؛تحضر الممرضة،وتحاول تهدئتها فتزيد وتيرة البكاء،ويعلو النحيب،وبين شهقة البكاء وأختها تنادي متألمة:ياتري إنتي فين ياآية،ياتري إنت فين ياسعد؟!
يارب ريحني وخدني كفاية عذاب،أناعارفة إني مجرمة،وإني خاطية ولاأستحق إلا العذاب،لكن بنتي وابني يارب،نفسي أشوفهم وحشوني قوي،خد مني الفلوس خدمني البيوت ورجع لي روح قلبي ونور عيني بنتي وابني...
لايمكن أعيش من غير آية وأسعد،تسحب صورتهما من تحت المخدة ،وحشتوني قوي ياتري عاملين إيه ،قلبي بيوجعني عليكم...
عندما تيأس الممرضة من تهدئتها تعطيها حقنة مهدئة،فتهدأ ببطء،وتحضر الطبيبة سلوي لتتابعها،فتري حالتها السيئة التي لم تتقدم خطوة واحدة منذأسبوعين،يرق قلب الطبيبة لهذه المرأة الجميلة البائسة،فتقرر أن تقف معها كصديقة لها لاكطبيبة...
-فتأخذ منها الصورة:ماشاء الله حلوين قوي الاتنين نسخة منك،إيه المشكلة ،أنامعاكي ولن أتخلي عنك حتي تنتهي كل المشاكل،احكي لي بالتفصيل كل ماحدث،وأكيد في حل لأي مشكلة مهما كانت صعبة..
تخف حدة بكاء نجوي،وتفكر في كلام الطبيبة،وتحرك رأسها يمينا ويسارا بألم :إلامشكلتي ليس لها أي حل إلا إني أموت وأرتاح...
-لاتقولي هذا الكلام في حد جميل زيك كدا،ويتمني الموت،لازم تكوني أقوي،المشكلات تحتاج تركيز وقوة...
-جوزي الأولاني خطف الأولاد،وسافر بيهم خارج البلاد حتي يحرق قلبي،ويحرمني منهم...
-الحمدلله إنهم بخير،ومع أبوهم،نفكر سوا بعقل،ومؤكد في حل مهما كانت البلاد إللي سافر لها بعيدة،تسقيها بعض العصير والماء،وتري أن الحقنة المهدئة ستجعلها تنام تربت عليها:
نامي كام ساعة،وأناهخلص النبطشية،وأرجع لك،وأسمع كل ماحدث بالتفصيل..
-تقرأ الدكتورة سلوي ملف نجوي راشد منذ دخلت المستشفي علي مهل :وكان أول تشخيص لحالتها:انهيار عصبي حاد وخطير،والتوصية بمتابعة ملازمة لها طوال اليوم والليلة مع التغذية بالمحلول،ومحاولة جعلها تتناول الطعام لأنها ترفض الاكل منذ أكثر من شهر...
-التقرير الأولي لطبيبة الأمراض النفسية:جلد شديد للذات أدي إلي الإنهيار العصبي،وقد لاتجدي جلسات العلاج لشدة التعلق بطفليها،وتأنيب الضمير يحول دون التأقلم مع الأمر الواقع...
-تنهي دكتورة سلوي عملها،وتتصل بأمجد زوج نجوي الثاني،وتطلب منه الحضور لأمر عاجل...
-يتبرم أمجد كثيرا،ويحاول الاعتذار،ولطن إصرار الدكتورة جعله يوافق،ويصل المستشفي فعلا خلال ساعة،كانت الدكتورة سلوي قد أنهت فيها قراءة كل شئ عن نجوي،ودونت ملاحظات كثيرة وأسئلة إجابتها تلقي الضوء علي المشكلة وتمهد لحلها...
-أمجد يتحدث عن مرض نجوي باستهتار:الراجل أخد ولاده وريحنا منهم، وهي بقت مليونيرة،وكل طلعة صباح بتكسب أكتر من ألف جنيه وهي نايمة، وممكن تكسب عشرة،بقت محترفة نكد ،وأناخلاص لاأستطيع التحمل...
-تتنهد الدكتورة سلوي متعجبة من موقف الزوج الذي يؤكد أنه سبب من اسباب أزمة نجوي، وتقرر بينها وبين نفسها أن تبعده عنها لأنه مصدر من مصادر توترها،ولاأمل فيه فهو لايحس ولايقدر شعور الأم ،ولايرق قلبه لشريكة حياته ولايدرك ألم ام فارقها أولادها..
-تشكر سلوي أمجد،وتنهي المقابلة بسرعة وترفض طلبه بأن يري نجوي ،وتعطي تعليمات بمنعه من رؤيتها حتي تشفي اوتطلب أن تراه..
تتأمل سلوي نجوي وهي نائمة،ورغم ضعفها،ومرضها فحسنها
إلي اللقاء في الجزء الثاني (الحصاد المر)
التعليقات على الموضوع