LightBlog

الكاتبة والدكتورة المصرية عفاف غانم تكتب الجزء الثاني من قصة الحصاد المر / العربية نيوز

 الجزء الثاني (الحصاد المر)

تأليف/عفاف غانم

آخاذ شعرها الكستنائي الجميل،ووجهها الأبيض المستدير،وأنفها الدقيق...

ملامح حسن لاتغفلها أية عين:سبحان الله...

هذه الدنيا صعبة فلاتعطي الإنسان كل شئ،تمنحه السعادة ومعها الشقاء،تعطيه الراحة ويتبعها التعب...

-تنتبه نجوي وسلوي تمسح علي جبهتها ورأسها بحنان؛فتفتح عينيها النجلاوتين اللتين لم يؤثر في جمالهما كم الحزن والألم الراقد في عمقهما...

-صح النوم ،نمتي كويس..

-تتنهد نجوي بألم :نفسي أنام ولاأصحو أبدا...

-لازم تكوني مؤمنة يانجوي إن هذه الأمور ليست بأيدينا،ولايستحب أن تتمني الموت،فالحياة مهماأتعبتنا هي نعمة كبري،الخير فيها ابتلاء فإذا شكرنا المنعم علينا بالخير زاد،والشر في الدنيا ابتلاء،فإذا صبرنا زاد الثواب،لاحيلة لنا فنحن ننفذ ماأراد الله،وأحسبك مؤمنة تدركين أن الله بيده كل شئ ،ولوقلت يارب ستحل كل مشكلاتك..

-تبكي نجوي في صمت،وتطلب منها سلوي أن تتكلم وتخرج مابداخلها من مكبوتات..

-ممكن بعد ماعملت أخطاء كتير ربنايسامحني،ويستجيب دعايا،وأشوف ضنايا...

-طبعا طبعا ربناقادر علي كل شئ :قولي لاإله إلا الله محمدرسول الله- لايسامح الله في الشرك ويسامح فيما دون الشرك،تردد نجوي الشهادتين عدة مرات وتشعر براحة وسكينة...

-تنتهز الفرصة سلوي وتطلب منها أن تحكي لها قصتها بالتفصيلات الدقيقة ومنذالطفولة...

-تعتدل نجوي في سريرها ،وتشعر بحمو واهتمام سلوي بها،وتفتح لها قلبها وتحكي لها تفصيلات لايعرفها غيرها..

-تحدثها عن تدليل والدها ووالدتها لها؛فهي وحيدتهما وجاءت بعدسنوات من محاولة الإنجاب ،وكانت تشعر دائما بالتميز وأن كل طلباتها مجابة وأنها محور اهتمام الجميع في البيت لأنها وحيدة ،وفي المدرسة لأنها جميلة ،ويحرص والدها علي أن يقدموا الهدايا للجميع ليحسنوا معاملتها حتي العمال والعاملات ،وفي كل المناسبات...

-هذا التدليل الزائد عن الحد،والمبالغ فيه من والديها كاد يجعلها تفشل في التعليم لولا حزم بعض المعلمين والمعلمات معها وإصرارهم علي أن تتعلم وتجيد القراءة والكتابة ؛فهي كأي طفلة تحب اللعب والتعليم يحتاج جهدا في الدراسة والمذاكرة والحفظ ،بذل الوالدان جهدا مضاعفا كي تحقق النجاح المرضي...

-تجتاز بصعوبة المرحلة الابتدائية ،وبأقل جهدا منها واهتمام فلم تكن غبية لكن تميل لتمضية الوقت في اللعب وفي كل مايضيع الوقت والمذاكرة آخر ماتهتم به،وكان للمعلمين طرق كثيرة تجعلها تحقق نجاحا خصوصا في الدروس الخاصة في كل المواد الدراسية..

وواصلت النجاح الصعب في المرحلة الإعدادية،وبدأت علامات الأنوثة تظهر عليها،وبدأت تشعر بماتتميز به من جمال مبهر،ولاتدري أهونعمة أم نقمة...

-صارت تجلس أمام المرآة أوقاتا طويلة تتأمل جمالها من كثرة ماتسمعه يوميا من عبارات الغزل حتي البنات كن يتحرشن بها، ويذكرن مايعجبهن فيها،كماشعرت بغيرة الكثيرات منها، وزادت لديها مسألة الزهو بنفسها ...

-أمها تبذل معها جهدا يوميا لكي تعلمها كيف تحافظ علي نفسها ،وكيف تمنع أي شخص من لمسها ،وكيف تتصرف مع من يحاول التحرش بها،وكانت تحكي لها حكايات كثيرة عن مصير فتيات فرطن في أنفسهن ،ولم تكن الأم تتركها في الشارع وحدها أبدا،فهي توصلها حتي باب المدرسة،وتحضر في نهاية اليوم لترجع معها للبيت...

-تجتاز المرحلة الإعدادية بمجموع ضعيف،وتحاول أمها أن تجعلها تدخل الثانوي العام بمدرسة خاصة،فتصر نجوي أن تذهب مع زميلاتها لمدرسة ثانوية تجارية...



-ولايكاد يمر الصف الأول الثانوي التجاري حتي تتعرف نجوي علي كمال شقيق إحدي صحباتها ،أكبر منها بأربع سنوات ويدرس في كلية التجارة،مالت نجوي إليه،وشجعت صاحبتها الأثيرة لديها، ولكن خوف امها عليها،ورفضها أن تذهب ابنتها الوحيدة إلي أي مكان دون مصاحبتها لها

إلي اللقاء في الجزء الثالث من (الحصاد المر)

ليست هناك تعليقات