الكاتب والاديب صلاح البسيوني يكتب قصة بعنوان يوميات أب يتيم / العربية نيوز
إقترب منى فجأه وهو يشير بطول ذراعه إلى جهاز التليفزيون الذى يعرض إعلان ( يوم اليتيم ) وقال : أنا عارف أنك جرنالجى بتكتب ولك قراء كتير .. ياريت تسألهم يجاوبونى .. هو اليتيم اللى فقد أبوه بالوفاة والا كمان اليتيم اللى فقد أبناءه بالجحود والنكران ؟؟ وتركنى منتظرا إجابتكم ومساهمتكم .. والرد على سؤاله .. وغادر المكان.
صباح اليوم التالى بحثت عنه ولايزال هناك سؤال يؤرقنى .. إتجهت إلى مجلسه المعتاد وسألته : هل أوفيت لأبناءك حقوقهم التى أوصاك بها الله ؟ فأجابنى : لقد أعطيتهم كل ما أملك .. أكثر مما كانوا يتوقعونه .. أو يحلموا به .. وعندما إنتهى أو جف نبع العطاء .. أداروا رؤوسهم وانصرفوا !! ولا زلت أنتظر إجابة سؤالى من قراءك .. ليتهم يشاركونى بالإجابه ! وغادر المكان .
مر يوم وحضرت مبكرا إلى قهوة نور الصباح لأجده جالسا فى ركنه المعتاد .. فتوجهت إليه وقد إستقبلنى بإبتسامة الرضا التى تعلوا وجهه دائما وبادرته : يسئلنى قرائى هل هناك أسباب أخرى تخفيها عنهم ترجح أنها سبب الجحود والنكران من أبناءك .. فأجابنى وقد تغيرت ملامحه وهب واقفا من مجلسه قائلا : عندما ( تأوى الحية فى بيتك فلابد أن تتجرع السم البطئ فى طعامك .. وعندما تحين اللحظه تلدغ من حوله ا) .. الله عالم بما تخفيه الصدور.. وأخذ يمسح دمعه شارده من عينيه واستدار وغادر المكان .
صباح اليوم الاخير دخل مسرعا من باب قهوة نور الصباح وعينه تبحث عنى،كما كنت أترقب وصوله منذ أيام ، وأقترب منى وعلى وجهه إبتسامه شاحبه وهو يقول : بارك لى..نظرت إليه متسائلا : أكيد خير !! قال : جائنى أخيرا إتصال غريب من أصغر أبنائى ، لم يدخل ببتى منذ أكثر من سبعة أشهر ، قلت : المهم صالحك ؟ إبتسم قائلا : كالمعتاد أخد يحكى عن مشاغله بالعمل وعدم وجود فرصة لإلتقاط أنفاسه حتى إنتهت المكالمه ، قلت : أكيد معذور والزحام يجعل من الزيارات كابوس وعبء ، إبتسم قائلا : ليك حق ، المسافه بينى وبينه طويله جدا ، حوالى عشرة أمتار فقط !! وغادر المكان ....
التعليقات على الموضوع