LightBlog

الكاتب والأديب صلاح البسيوني يكتب قصة بعنوان امرأة فاضلة / العربية نيوز




  

كانت ميرفت أمراة جميلة .. تحسدها كل نساء الحي .. بل أحياء الحلمية والدرب الأحمر والقلعة .. فقد تميزت بجمال خصها الله به كى يختبرها .


تشعر بقدومها عندما تدب الحياة فى الحي قبل أن تصل إليه .. الكل ينتظر ركب مرورها كى تغتسل عينيه بنظرة إليها .. أو يعطر صدره بعطر جسدها البض .. الذي يفوح منه عطراً خاصاً .. أمراة ذات دلال خاص كما كانت ذات جمال فريد .


عند ميلادها .. نظرت ( الداية ) إليها وتمتمت باسم الله ليحفظها .. ولملمت قطعة اللحم الصغير فى عجالة .. ووضعتها في أحضان أمها وأوصتها أن لا يراها أحد .. خوفا عليها من الحسد .


وأحاطها الله بسبع صبيان إخوه سبقوها .. وسبع شباب فى مراهقتها أحاطوا بها و أظلوها .. وسبع رجال فى الحياة كانوا سندها ونخيل واحتها .


وتزوجت زين نساء الحلمية والدرب الأحمر والقلعه .. تزوجت من ينتظر من الرجال موعد مرورها وتقف النساء غيرا من حضورها .. وخوفاً من سحرها على رجالها .


تزوجت من تختال الأرض غروراً اذا سارت فوقها .. وتتمايل حوائط المباني التي تدخلها فخراً بوجودها .


وفى اليوم التالي لزواجها .. سافر زوجها إلى إحدى بلاد العرب بحثا عن الرزق .. ترك رزقه خلفه وجرى خلف رزق آخر.


وأخذت الذئاب تعوي .. وزين نساء الحلميه والدرب الأحمر و القلعه صامدة , والكلاب تنبح .. وزين نساء الحلميه والدرب الأحمر والقلعه شامخة , ونعيق البوم يملأ الآذان أن ممارسه الحب سهله المنال والليالي الحمراء تحت الأقدام .. وزين نساء الحي شامخة كما أهرام مصر.


تنادى وليفها ان عود لكى احتمى بك .. وتنتظر اجابة النداء , تنادى رجلها أن عود فأنت سندى وأمنى .. وتنتظر إجابة النداء , تنادى طيرها الشارد أن العش يهتز تحت طرقات أظافر الذئاب .. أن العش يتهاوى تحت ضربات أقدام الكلاب .. وتنتظر إجابة النداء .


ومرت السنين .. ولا زالت ميرفت .. زين نساء الحلميه والدرب الأحمر والقلعة صامدة , قوية , إبتسامتها تضئ الحي وعبيرها ينشر الربيع بين جوانبه .. ورأسها مرفوعة عالية الى السماء .


شاخصة ببصرها الى البعد فى إنتظار وليفها المهاجر .

ليست هناك تعليقات