الكاتب و الأديب صلاح البسيوني يكتب قصة بعنوان بلاغ إلى النائب العام

  

سيدى النائب العام :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قبل الدخول فى تفاصيل البلاغ  .. أرجو أن يتسع صدر سعادتكم لإستيضاح بعض النقاط حول مفهوم الإرهابى .. من هو الشخص الذى تنطبق عليه مواصفاته حتى يمكننا إبلاغ سيادتكم أو وزير الداخلية بأمره .

هل الإرهابى هو من يرفض أسلوب الحوار والمنطق ويستبد برأيه ؟ .. من يخالف الواقع ويرفضه هربا الى سراب يؤمن به ..!! من يخالفك الرأى مغالطا .. ومعلنا أن الليل نهار وأن النهار ليلا .. من يسرق الأمن والأمان منا لأنه يفتقده فى داخله .. وهو أيضا من يؤمن بأن الحق باطل والباطل حق .. وأن الكذب صدق والصدق كذب .. من يقلب حقائق الأمور !! .

أليس الإرهابى هو من ينقل محاكم التفتيش التى إنتشرت فى العصور الوسطى فى أوربا وأحالت حياة الشعب الى جحيم ؟ .. كل مواطن متهم حتى تثبت براءته !! .. كاذب حتى يثبت صدقه !! .. مخادع حتى يظهر حسن نواياه !! .. آثم قلبه حتى ينشق صدره وتصعد روحه الى السماء !! . 

سيدى النائب العام :

هل الإرهابى هو كل هؤلاء ؟ .. وهل هو من يلاحقك فى كل لحظة بالضغط عليك حتى تنصاع لرأيه وتحقق له مطالبه أيا كانت قريبة المنال أم  بعيده .. صائبة أم خاطئه ؟ .. هل هو من يلاحقك بالأتهامات واللعنات أذا خالفته الرأى .. ويصوب طلقاته الى ظهرك إذا تصديت له وقاومته ؟ .. وفى ذهابك وإيابك يستجوبك .. الى أين ؟  ومن أين ؟ وماذا فعلت ؟ وما نواياك فى الغد وبعد الغد ؟ .. يستقبلك بوجه عابس .. ويودعك بوجه متجهم .. يتحدث معك ومن عينيه تطل  كل شياطين العالم . 

سيدى النائب العام :

لن أطيل عليك .. إذا إتفقت معى على أن هذه بعض العلامات والصفات الدالة على الإرهابى .. فهذا هو بلاغى إليك أقدمه :

سيدى النائب العام ... زوجتى إرهابيه ... ودمتم ..!!

                           التوقيع

                   مواطن مقهور