LightBlog

الكاتب والأديب صلاح البسيوني يكتب قصة قصيرة بعنوان أبحث عن حبيبتي

 أبحـث عـن حـبيـبتي

تأليف صلاح البسيوني




وسط طوفان البشر المتلاطم فى ميدان التحرير .. أكبر ميادين القاهرة الفاطمية .. وفى ساعة الذروة عند أشتداد الزحام .. كانت عقارب الساعة لا تزال فى طريقها الى الاقتراب من تمام التاسعة صباحاً .


أخذ يهرول بين طوفان البشر المتلاطم على أرصفة محطة الأتوبيس الرئيسية التي تتوسط هذا الميدان الكبير .. يتفحص الوجوه فى لهفة يحتويه القلق ويدفعه الشوق من رصيف الى آخر وعيناه تتنقل من وجه الى وجه .. وجوه كثيرة يتفحصها ووجوه أكثر تتفحصه فى تساءل .. من هذا الملهوف ؟ وعن من يبحث ؟ وهو فى تحركه يجرى وراء جسد متحرك لم يناله مجال الرؤية ليتأكد من ملامحه .. ويعود أدراجه مكسور القلب .. لا ليست حبيبته .


يتوقف شيخ عجوز متسائلا : ما بك يا بنى ؟ أراك تبحث عن شخص غائب ؟ أهو طفلك أم صغيرتك ؟ يجيبه دون وعى بل حبيبتى .


يبتسم العجوز ويستكمل قائلاً :  صفها لي لعلى أرشدك إليها فأنا أقطن هذا الميدان .. فيه رزقي وفيه نومي وصحوى .


يجيبه فى لهفة : حبيبتى ليست كالبشر السائر أمامك .. جمالها يفوق جمال الجسد الفانى .. يغير منها كيوبيد إله الحب وفينوس آلهة الجمال عند اليونانيين .. تبهر الروح قبل العين .. رقيقة تكاد تجرحها لمسات النسيم .. هادئة حتى يكاد زقزقة العصفور أن تعلو على صوتها وتصم آذانها .. تتنقل فى الأنحاء كما يتنقل نحل العسل بين الأزهار .. حبيبتى ناعمة كملمس الحرير .. نضرة كما الورد البلدي فى الربيع  .. يسبقها عبيرها إعلاناً بأنها فى الجوار .. هيفاء القامة .


فابتسم الشيخ العجوز قائلاً : يا بنى إنك تبحث عن سراب .. فتحرك الشاب وهو يصرخ فى وجهه .. بل أبحث عن حبيبتى .

وينطلق مغادرا المكان الى وسط الميدان .

ليست هناك تعليقات