LightBlog

الكاتب والأديب صلاح البسيوني يكتب قصة قصيرة بعنوان خطاب وخير جواب / العربية نيوز

 " خطـاب وخـير جـواب "

تأليف صلاح البسيونى 

  


أرسل اليها خطاب يحمل الكثير من العتاب .. ما توقعت منك هذا الصمت .. أتذكرك حين يعلو صوت ضحكاتك فى أمسيات السمر .. وحركتك الدائبة التى تملأ المكان نشاطا وحيوية .. أتذكرك قطة تملأ أرجاء المكان تنقلا وحركة .. وردة فاح عبيرها  حتى ليكاد أن يخفى أى عبير .. أتذكرك ياحبيبة القلب فى أحيانا كثيرة حينما يختنق صدرى بدخان حريق إنفعالى .. تسرعين  بكلماتك الهادئة تطردين الدخان .. ببسمتك الوضاءة تنيرين صدرى وبضحكاتك تعيدى ترتيب المكان فينقشع الدخان ويملأ صدرى الراحة والأمان .. أتذكرك حين نشعر بقدومك قبل وصولك .. حيث تهب علينا نسمتك وتسبقك ابتسامتك وكأنها  " الجيوكندا  " التى ما زالت تبتسم فى عصر إفتقد معنى الإبتسام .


أتذكرك حين تتدخلين لفض إشتباك الآراء برأيك الحاسم .. حيث يكون هو الحل المقبول لجميع أطراف النقاش .. وكأنك دائما تصرين على أن تكونى كما أنت فعلا صاحبة الرصيد الاكبر عند الجميع .. ليس عن نفاق .. ولكن عن محبة .. وحس قوى ورأى سديد .. وحسن اقناع .. وحلو الحديث .. والقوة فى الادلة والبراهين .. دبلوماسية أنت مع الجميع .. مكوكية الحركة بين أرجاء المكان .. سخية فى عبيرك .. حاسمة فى رأيك .. مقنعة فى حوارك .. أشتاق اليك كل صباح .. وفى المساء أحن الى حلو حديثك .. فأتذكرك .. وأتذكرك .. ولا أملك سوى الإنتظار .. وأنتظر كثيرا كلمة منكى .. كلمة تخطها أناملك الرقيقة على سطور خطاب سريع .


وطوى صفحة خطابه .. ووضعه فى مظروف بأهتمام بالغ وكتب العنوان بخط كبير واضح .. وأغلق مكتبه وأسرع إلى مكتب البريد .. وتأكد من لصق طابع البريد بحرص .. وأن الخطاب قد استقر فى قاع صندوق الخطابات .. وعاد الى منزله .


 أنتظر إسبوع وراءه آخر .. ليتسلم مظروف وردى اللون .. قلبه يخفق بشدة .. فها هو خطها الذى لا تخطئه العين .. يفتحه مسرعا فى شوق ولهفة .. يجد أمامه كارت مصور به صورة طبيعية للحظة الغروب .. وأشعة الشمس تخترق ظلال الأشجار فى لوحة إلهيه خلابة للصدور .. يحمل أسفله توقيعها وفى منتصفه يحتوى على رسالتها .. 


آية قرآنية  " فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون "

      صدق الله العظيم  .....

ليست هناك تعليقات