الكاتب والأديب صلاح البسيوني يكتب قصة قصيرة بعنوان كيس الزبالة / العربية نيوز
كـيـس الزبــالـة
تأليف / صلاح البسيوني
تحرك في سريره على رنين خافت للتليفون الموجود بجانبه على وساده السرير .. شعر وكأنه حلم قادم من بعيد أو كأنه رنين قادم من الدور العلوي حيث اعتاد على سماع رنين تليفون الجيران .
تنبهت حواسه قليلا ليكتشف أن رنين الجرس قادم من تليفونه رفع الغطاء عن جسده في تثاقل وكشف وجهه .. ليعلو صوت الرنين .. ضغط على زر التحدث ليسمع صوتها قادم من بعيد قائله: صباح الخير أنت لسه نائم ؟ .
تحرك قليلا لكي يوقظ صوته النائم وأجاب : صباح النور يا حبيبتي .. ثم أردف قائلا : قومي بسرعة جهزي نفسك وقابليني .. ضحكت في دلال قائلة : إيه ده لسه بدري الساعة الآن الثامنة صباحا وأنا صاحية من الساعة الخامسة ولم أنام أنا محتاجة نصف ساعة نوم ثم أفوق لك .. وافقها الرأي واتفقا على الاتصال بعد مضى ساعة .. وسحب الغطاء على جسده وراح في نومه يحتويه دفئ الشتاء بخدره .
استيقظ بعد فتره من الوقت .. نظر الى ساعة اليد الموجودة على الكوميدينو وجدها تجاوزت العاشرة .. انتفض وضغط على زر التليفون ضغطه واحده حيث سجل رقمها ليسمع رنين الجرس ثم يأتي صوتها من بعيد .. الو .. يجيب : أنت لسه نائمه الساعة تجاوزت العاشرة .. قومي بسرعة الوقت سرقنا .. تجيبه : طيب أنا قايمه اغتسل والبس ثم صمتت لحظه ويأتي صوتها في هدوء : أنت عارف الساعة دلوقتى كام ؟ يجيبها قائلا: قولت لك تجاوزت العاشرة .. تضحك : أبدا الساعة الآن تجاوزت الواحدة ظهرا .
يقفز في سريره يلقى نظره على ساعة اليد الموجودة على الكوميدينو ليتأكد من الوقت ثم يلقى بها بشده على الأرض .. لقد خدعته أو لعلها بريئة وخدعته عيناه يتحدث معها سريعا ارتدى ثيابك وقابليني تجيبه في تكاسل : مش ينفع أصل الزبال لم يأتي منذ يومين ولازم انتظر حضوره ليأخذ الزبالة .. يصمت .. يستغرب .. تصيبه الدهشة .. يردد في تعجب : الزبال !! كيس الزبالة !! ويستكمل : أخرجيه أمام الشقة .. او اتركيه ليوم آخر .
يأتي صوتها : ما أقدر عشان ريحه الشقة .. وخارج الشقة القطط بتقطعه .. يجيبها قائلا : أحضريه معك لنلقيه في أي سله مهملات في الشارع .. يأتي صوتها : مش معقولة أشيل كيس زبالة وأنا خارجه .. يصرخ : آجى آخذه منك .. تضحك : الأيام جايه كثير .. يعلو صوته : الأيام بتجري .. تجيبه في دلال : يتعوض اليوم .. يصرخ : العمر بيجري.. تجيبه : ربنا يديك طوله العمر .
تتهدج نبرات صوته قائلا : يعنى ببساطه مش هشوفك لأنك مشغولة ( بكيس الزبالة ) .. شكرا .
يسمع ضحكتها .. لا ينتظر .. ويغلق التليفون.
التعليقات على الموضوع