الكاتب والاديب د . صلاح البسيوني يكتب قصة بعنوان الراعي والذئب / العربية نيوز
الـراعـي والـذئـب
تأليف / صلاح البسيوني
نظـر الراعى كثيرا حوله .. يبحث عن حمله الصغير .. الشارد دائما عن القطيع .. المغتر بأقدامه التى أستطاعت حمله .. فأخذ يعدو بعيدا عن القطيع .. وهو فى حركته الدائبة فى كل إتجاه لا يدرك العيون المترقبة والمتربصة .. تنتظر أن تغفوا أعين الراعى .. أو أن تبتعد أقدام الحمل الصغير .. والراعى لا يكل ولا يمل فى أن يعيد الحمل الصغير الى القطيع كلما شرد عنه أو أبتعد .. يبصره أمر الذئب الذى ينتظر هذه الخطوات العشوائية لكى يفترسه .. يحذره لا تغتر بالتصفيق والهتاف .. ففى نهاية الطريق سوف تجد أنياب حادة .. وعيون شرهه .
نظر إليها كثيرا .. يحاول أن يخفى ما بصدره من قلق وخوف عليها .. أعطاها النصيحة كثيرا .. ولا يملك سواها .. وما عليها سوى أن تستعمل العقل وتعى الدرس .. وتشعر بالخطر المحدق بها .. لا تخدعها إبتسامة الذئب وتشجيعه .. ولا تخدرها همساته حين يحكى مأساة اليتيم وآلام الوحدة فى أطراف الغابة .. ونبرات صوته كلها ألم وشجن .. ولا تنسيك ظهور أنيابه عن إدراك مغزاها .. فهى ليست إبتسامة صافية حانية .. ولكنها تعنى أن الفم مفتوح إذاناً بالأستعداد لأفتراسك .
يا صغيرتى .. أخاف عليك أن يأكلك الذئب .. قلبى يرتجف بين أضلعى قلقا عليك .. أبصرى .. وأعقلى .. وأدركى موضع أقدامك على الطريق .. فأنا أخاف عليك ذئاب البشر .
يحاول الراعى أن يمنع الحمل الصغير من الإتجاه يميناً أو يساراً .. يحاول أن يمنعه من الأبتعاد عن الأنظار حتى يمكنه من حمايته .
والذئب يهمس فى أذنيها بمعسول الكلام .. يفسر لها النصح أنه وصاية .. والعودة الى حماية القطيع نوع من التملك .. يحفزها على التمرد .. يدفعها على الإبتعاد .. يشجعها على الإنطلاق بعيدا .. يبتعد الحمل الصغير فجأة .. وعيون الراعى تلاحقه فى محاولة لإسترداده إذا ما إحتاج الحماية .. ولا يملك له سوى الترقب والإنتظار .. والقلب يرتجف قلقا عليه .. والذئب ينتظر .. وإبتسامته تتسع .. وتبرز أنيابه .. ويسيل لعابة .
ونظرات الأب الحانيه تحتوى إبنته .. يضم صورتها فى قلبه .. وفى صمت ينسحب خارج غرفة نومها .. متمنياً أن تستيقظ من نومها .. وتدرك أن هناك من يخاف عليها .. وتعــــــــــود الى القطيع .
التعليقات على الموضوع