الكاتبة د . عفاف غانم تكتب الجزء الثالث من قصة الحصاد المر
هذا الخوف وهذا الإصرار منع أي لقاء منفرد بينها وبين كمال الذي كثيرا ماكان يحضر أخته لبيت نجوي ويأتي ليأخذها،وكانت الأم ترحب به وتصر أن يأخذ واجب الضيافة،ولم تمانع في أن يحضر ليعطي نجوي بعض الدروس مع أخته...
-والد نجوي يوافق زوجته في كل شئ ،وإذا أغضبت نجوي أمها تبكي الأم وتجلس وحدها في حجرتها حتي يقنع الأب نجوي بأن تصالح أمها وتسمع كلامها،ولم تكن نجوي رغم عنادها تتمادي في الخصام فتسرع بترضية أمها،وتصر الأم علي تكرار النصح مهما وجدت رفضا من نجوي ...
-يبدأ العرسان في طرق باب نجوي،وتنبه أخت كمال أخاها فالعصفور سيطير من يده،ويمكن أن توافق نجوي علي عريس يتقدم لها ويعجبها،وتطلب منه أن يصرح بحبه لنجوي،وهي ستمهد له حتي ترفض من يتقدمون لها،ويتخرج في الجامعة ويتمكن من التقدم لها وطلب يدها...
-وفي حصة من حصص الدرس الخاص تتشاغل أخت كمال عنهما فيبوح لنجوي بحبه،وأنه سيتقدم لها فور تخرجه،ويأخذ يدها ويقبلها بسرعة قبل أن تسحبها...
-أول مرة يبوح لها كمال،وكانت تشعر بإحساس الأنثي بميله لها،وحدثتها صاحبتها كثيرا عنه،وعن إعجابه بها،لكن بوحه،وقبلته علي يدها لم تجعل النوم يأتي إليها بسهولة،أحست إحساسا لم تحسه من قبل شعرت كأن شحنة كهربية سرت في جسمها كله...
-بدأ كمال يتصل بها تليفونيا بصورة شبه يومية،ويحرص أن يسمعها أحلي كلمات الهيام والغرام التي تدغدغ مشاعر آية أنثي،يحدثها عمايعجبه فيها،ممايجعلها تزهو بنفسها أكثر،ويرضي غرورها،ويسألها عن مشاعرها نحوه،فتتدلل عليه،وتتهرب منه؛فإذا أصر وأوشك أن يغضب قالت له مايرضيه،وأنها لم تشعر به وتبادله المشاعر نفسها ماقبلت أن تستمع إليه كل هذا الوقت...
-يحكي لها كمال عن آماله وتطلعاته ،أنها محور إهتمامه ،وأنه بدونها لا يستطيع أن يعيش...
-واصلت نجوي رفض كل من يتقدم لها حتي سألتها أمها:في حدشاغل بالك احكي أناأمك وتهمني مصلحتك،الأم كانت تشعر بميل كمال لنجوي وأنها تهتم به وتحرص علي أن تبدو أمامه في غاية الجمال لكنها كانت تريد أن تسمع ذلك من نجوي..
-تصمت نجوي ،فتواصل الأم:إذا كان كمال صادق معك عليه أن يتقدم لك في أقرب وقت؛حتي لوقرأنا الفاتحة معه،فلايمكن أن ترفضي العرسان دون أن يتقدم لكي كمال رسميا هذه هي الأصول...
-تهز رأسها نجوي،وترفض أن تطلب من كمال التقدم لها لأنها تري في ذلك ثقيلا من شأنها،وكرامتها لاتسمح به،وعلاقتها حتي الآن بكمال شبه رسمية لاتتيح لها أن تطلب منه مثل هذا الطلب...
-الأم مهمومة جدا بمستقبل وحيدتها؛فتكلم اخت كمال التي تؤكد لها أن كمال يحب نجوي،ولن يفرط فيها،ولم تبق إلاشهور قليلة ويتخرج،وتحصل نجوي علي الدبلوم،وقتها سيكون مناسبا أن يقنع كمال والديه ويتقدم لخطبتها..
تطمئن الأم وتكثف من مراقبتها لنجوي؛لتتأكد أن كمال وأخته لايتلاعبون بابنتها...
-يسعد هذا البوح الدكتورة سلوي خصوصا التفصيلات التي تلقي الضوء علي طفولة وصبا نجوي،وتبين جذور المشكلة التي تعاني منها...
-تتوقف نجوي عن الحكي فقد تأخر الوقت وحان موعد انصراف سلوي وعلي وعد بلقاء في الغد وإكمال القصة تغادر دكتورة سلوي المستشفي ،وقد أحست نجوي براحة غامرة وهي تحكي عن طفولتها وصباها...
تحسنت حالة نجوي بعض الشئ لوجود اهتمام من دكتورة سلوي بها ،ولمنعها قدوم زوجها الذي يزيد من حالتها النفسية،وتقل حقن المسكنات التي تأخذها،وأخذت تشغل نفسها بكتابة بعض الحوادث المهمة التي ستحكيها للدكتورة سلوي،وإن كان تذكر الشئ المؤلم يحدث ألما إلا إن التحدث والفضفضة تريح كثيرا،وتشعر الإنسان أن هناك من يحمل الهم معه ،ويشعر به ويفكر في حلول لمشكلاته التي يظن أنها بلا حل...
-يسعد سلوي كثيرا أن تري مريضتها آخذة في التحسن ،وبعد أن تحييها وتعانقها وتطمئن علي صحتها ،تبدي سعادتها بسماع باقي الحكاية من نجوي....
-تشعر نجوي بالإطمئنان والدكتورة سلوي تجلس بجانبها وتحتضن يدها ،وتصغي لماتحكيه لها...
-تحصل نجوي علي الدبلوم بصعوبة ،وتفرح كثيرا فزمان الدراسة قد انتهي بكل ماكانت تمثله لها من صعوبة،وبكل ماكانت تحسه من ضجر لعدم جدوي هذه الدراسة من وجهة نظرها،ولولا إلحاح أبوها وأمها ماواصلت الدراسة بعد إتقان القراءة والكتابة...
-وفرحتها الأكبر عندما نجح كمال وحصل علي بكاليريوس التجارة ،ولم تعد هناك مشكلة في أن يتقدم لخطبتها....
إلي اللقاء في الجزء الرابع(الحصاد المر)
بقلم الكاتبة / د . عفاف غانم
التعليقات على الموضوع