الكاتب والأديب صلاح البسيوني يكتب قصة بعنوان دعاء و دعاء
دعاء ودعاء
تأليف صلاح البسيوني
كانت جدتى " طيب الله ثراها وأسكنها فسيح جناته " موسوعة في الدعاء الفطري .. ما تلفظت بكلمة إلا ويعقبها دعاء لمحدثها .. إذا طلبت شئ دعت لك بالصحة والعافية .. وإذا سألت قضاء حاجة دعت لك بطول العمر وسعة الرزق .. وإذا ودعتك فى خروجك دعت لك بأن ترافقك السلامة ويحيطك الله برعايته .. وهكذا .. ما من حديث أو فعل يصدر منها إلا وكان دعاءها خير بركة تحل على المكان وأهله من جدي الذي توفاه الله قبل أن أراه وستة من البنات يليهم ولد وحيد .
واستجاب الله لدعائها الدائم .. فبارك لها فى بناتها حيث تزوجن جميعهن من رجال صالحين كما تزوج الإبن الوحيد من زوجة صالحة .. وبارك الله لها فى بيتها .
وعلى نفس المنهج الرباني كانت والدتي " رحمها الله " وعلى شفتيها دائما قاموس الدعاء المستجاب الذي ورثته عن والدتها كما ورثت منها الكثير من الخصال الحميدة .. تصحو لصلاة الفجر ثم تستهل يومها بالدعاء الصالح لآل بيتها .. وما من حوار معنا إلا وتختتمة بالدعاء لنا .. ودائما كنا نرى فيها نسخة أخرى من جدتنا " رحمها الله " بأفعالها ودعاءها .
واستجاب الله لدعائها الدائم وبارك لها فى آل بيتها من زوجها وثلاثة من البنين ومثلهم من البنات أحسنت تربيتهم وتعليمهم وغرس الصالح من القيم فى صدورهم وتنشئتهم على الإيمان .
وخروجاً عن هذه القاعدة كانت زوجة أحد الجيران تستهل يومها بالسخط على العيشة واللي عايشنها .. ويتوسط النهار دعاء بوصلات من اللعنات على آل بيتها من زوجها وأبناءها .. وتختتم اليوم بالدعاء بأن يخرب البيت على من فيه .. يتكرر هذا الدعاء من السبت إلى الجمعة .. ومع كل مناسبة .. ولا تنسى أن تذكرهم بها فى الأعياد والمواسم .
واستجاب الله لدعائها.. وخرب البيت.. وتم طلاقها !!
التعليقات على الموضوع